[size=12]
الأزمة المالية تطال الموتى في أمريكا! | |||
حتى الموتى لم يسلموا من الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن شهدت العديد من الولايات زيادة في عدد الأشخاص الذين لا يودون استلام جثث أقاربهم، بسبب عدم قدرتهم على تحمل كلفة دفنهم، بحسب مجلة تايم الأمريكية. وقالت المجلة في تحقيق لها اليوم الجمعة: "إن ظاهرة الجثث المتروكة تزيد من التكاليف المالية على عاتق الحكومات المحلية التي تضطر إلى تحمل نفقات التخلص منها إما بالحرق أو الدفن". ونسبت "تايم" إلى كبير المحققين السابق في مكتب الطب الشرعي بمقاطعة واين ألبرت صامويلز قوله: إن "أعداد الجثث المتروكة في تزايد.. وإن بعض الأهالي لا يأتون للمطالبة بجثث أقاربهم، وآخرون يقولون إنهم غير قادرين على مصاريف الدفن، ما من شأنه زيادة الأعباء المالية للمقاطعة بوصفها المسئولة بالتالي عن التخلص من الجثث". وتبلغ تكلفة الجنازة العادية في أمريكا دون أسعار وضع شواهد على القبور أو كلفة المقابر إلى 7323 دولارا، بحسب جمعية منظمي الجنازات الأمريكية، وهو ما يعتبره الكثير من العائلات التي تئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، عبئا ماليا كبيرا. طفرة وأشارت المجلة إلى أن مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية لوس أنجلس شهد طفرة في عدد الجثث التي لا يطالب بها ذووها بسبب ضيق ذات اليد. وأظهرت التقارير الصادرة عن المكتب ارتفاعا في عدد الجثث التي تم حرقها على حساب الحكومة بمعدل 36% بالمقارنة مع العام الذي سبقه، موضحة أنها ارتفعت من 525 عام 2007 إلى 712 جثة حاليا. وذكرت تايم أن لاس فيجاس في ولاية نيفادا أو المدينة التي وصفتها بكونها قبلة السياحة التقليدية تواجه بدورها تحديات مماثلة، موضحة أن مقاطعة كلارك شهدت العام الحالي زيادة في أعداد الجثث المتروكة وصلت إلى 22% لتصل إلى 904 جثث من أصل 741 جثة للعام الماضي. وأوضح صامويلز أن مكتب الطب الشرعي بمقاطعة واين يعد الخامس في البلاد من حيث حجم العمل، حيث يتعامل مع 13 ألف إبلاغ عن حالة وفاة بشكل سنوي، وأن من بينها قرابة 3600 بلاغ بشأن جثث متروكة أي ما يعادل عشر الجثث يوميا. ولفت إلى أن الأهالي تعتصرهم مشاعر الحزن والأسى وهم يتخلون عن دفن أو حرق جثث أقاربهم المقربين، مثل أخ لا يستطيع دفن جثمان أخته أو العكس، أو أبناء لا يستطيعون دفن آبائهم". لا مأوى[/size] [size=16]وقال صامويلز الذي تقاعد بعد أن أمضى 13 عاما من العمل في السلك الأمني: إن بعض الأهالي هم فقراء منذ البداية، والبعض الآخر كان يملك من المال فيما مضى ما يكفي لدفن جثة قريب له، لكن الأوضاع الاقتصادية ساءت وبدلت أحوال الناس وسلوكياتهم في المقابل. وأضاف أن الأزمة الاقتصادية أفقدت بعض الناس منازلهم وتركتهم مشردين بلا مأوى، وبعضهم عاطل عن العمل ولا يجد وظيفة تطعمه، وتساءل: فكيف به إذن يؤمن تكاليف دفن جثة قريبه؟. وأوضحت المجلة أن مقاطعات عديدة في الولايات المتحدة تواجه قضايا مشابهة، وأن مقاطعة ميلووكي في ولاية ويسكنسن تشهد تزايدا في أعداد الجثث التي لا يطالب بها ذووها، وأن تلك الجثث معرضة للزيادة أكثر فأكثر إذا تم خفض حصة المقاطعة من الدعم المالي المتعلق بدفن الجثث. ويتساءل مراقبون عن مصير الجثث المتروكة في حال لم يعد بإمكان بعض المقاطعات القيام بدفنها أو حرقها لأسباب تتعلق بنقص في المخصصات المالية للمقاطعات؟. |
[/size]